عيون مليانه ( قصة )
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عيون مليانه ( قصة )
كنت في سيارتي انتظر صديقاً في حارة من حواري جدة القديمة يعد صلاة العشاء عندما طرقت زجاج شباكي سيدة عجوز تطلب أن أوصلها إلى دكاكين سوق باب مكة القريب . كنت أتوقع أن صديقي سيتأخر قرابة النصف ساعة في معهد ليلي وأنني سأعود قبل خروجه من الحصة الأخيرة ، فلم أهتم بإبلاغه .
وفي الطريق إلى السوق حكت لي قصتها . تقول بأنها أم لسيدة مات عنها زوجها وتركها مع عدد من الأطفال ، أكثرهم في سن المدرسة . وهي تعيش مع ابنتها وأحفادها في مأوى (رباط) وفـّـره أهل الخير لها ولمقطوعات مثلها . وهي لا تشكو ، بل الحمد لله على الستر وتفخر بأن أحفادها كلهم " أولاد مدارس " ، من البيت إلى المدرسة إلى المسجد . (وماهم عيال شوارع وقهاوي ، وقلة أدب ، مربين احسن تربية ، وعينهم مليانة من كل شئ) كما تقول .
وتفصّـل في مسألة العين المليانة فتقول : انا وبنتي حريصين الاولاد يكونوا دايماً شبعانين ، ومافي في نفسهم شئ ، وما تنقصهم حاجة . والحمدلله الخير كثير ، والأولاد ماهم حاسين بأي نقص ، الله يديم المعروف .
وبقيت أسمع فخرها بأحفادها ، والخير الذي هم غارقين فيه ، حتى وصلنا السوق . قلت لها بأنني سأعيدها إلى البيت ، وانتظرت أرقبها وهي تفاصل مع بائع الجبنة والعيش ، ثم تشتري قليلاً من الجبن والطحينة وأربعة اقراص سميط .
سألتها بعد أن عادت: هذا هو العشاء ؟
قالت : ويزيد للفطور ، بركة ، ياولدي ، بركة .
أحسست يغصة في حلقي ، وكرهت أن يكشفها صوتي فسكت .
ثم عدت أسألها بعد أن استعدت حديثها عن العيون المليانة و (العيال اللي مو ناقصهم شئ): بس يا أمي هذا لوحده يكفي؟ ولاّ عندكم شئ غيره؟
قالت: الجود من الموجود ، والبطر ماهو طيب ياولدي . الحمدلله ، ناس ماهي محصلة أكل ، وإحنا بنفطر ونتغدى ونتعشى ، وليالي الجمعة بيجينا رز ولحم من المبرات وقصور الأفراح . كل شئ بناكل منه ، مو ناقص علينا شئ .
قلت: واللبس ؟
قالت : كل سنة بيرسلوا لنا أهل الخير هدوم نظيفة . يمكن بعضها ناقص زر ولا سستة ، بس أهو طيب ومقبول ، واللي يحتاج تصليح بنصلحه . يعني اللي يشوفه ما يقول عليه قديم.
قلت: والسكن؟ كم غرفة؟
قالت: هي غرفة بس "بــــــراح" و "هـــــــاوية" ، ما تحتاج حتى مروحة . وفي الحر عندنا مراوح سعف ، ولاّ بـنـقعد في الفسحة مع الجارات صبح ومساء ، نعمة ولله الحمد.
قلت : وكم أنتم ؟
قالت: أنا وأمهم وثلاث بنات وأربعة أولاد ، الله يطرح البركة .
تركتها تعود إلى حديثها عن الخير والنعمة حتى وصلنا إلى بيتها . وعدت وأنا أستعرض شكوى أهلي من ضيق البيت بغرفه الأربع ، وقلة مصروف الأكل الذي يذهب كثير منه إلى مرامي البلدية ، وقدم الملابس التي لم يمر على بعضها شهور ، فخجلت .. وخجلت .. وبكيت .
مقال للدكتور : خالد باطرفي – جريدة المدينة
وفي الطريق إلى السوق حكت لي قصتها . تقول بأنها أم لسيدة مات عنها زوجها وتركها مع عدد من الأطفال ، أكثرهم في سن المدرسة . وهي تعيش مع ابنتها وأحفادها في مأوى (رباط) وفـّـره أهل الخير لها ولمقطوعات مثلها . وهي لا تشكو ، بل الحمد لله على الستر وتفخر بأن أحفادها كلهم " أولاد مدارس " ، من البيت إلى المدرسة إلى المسجد . (وماهم عيال شوارع وقهاوي ، وقلة أدب ، مربين احسن تربية ، وعينهم مليانة من كل شئ) كما تقول .
وتفصّـل في مسألة العين المليانة فتقول : انا وبنتي حريصين الاولاد يكونوا دايماً شبعانين ، ومافي في نفسهم شئ ، وما تنقصهم حاجة . والحمدلله الخير كثير ، والأولاد ماهم حاسين بأي نقص ، الله يديم المعروف .
وبقيت أسمع فخرها بأحفادها ، والخير الذي هم غارقين فيه ، حتى وصلنا السوق . قلت لها بأنني سأعيدها إلى البيت ، وانتظرت أرقبها وهي تفاصل مع بائع الجبنة والعيش ، ثم تشتري قليلاً من الجبن والطحينة وأربعة اقراص سميط .
سألتها بعد أن عادت: هذا هو العشاء ؟
قالت : ويزيد للفطور ، بركة ، ياولدي ، بركة .
أحسست يغصة في حلقي ، وكرهت أن يكشفها صوتي فسكت .
ثم عدت أسألها بعد أن استعدت حديثها عن العيون المليانة و (العيال اللي مو ناقصهم شئ): بس يا أمي هذا لوحده يكفي؟ ولاّ عندكم شئ غيره؟
قالت: الجود من الموجود ، والبطر ماهو طيب ياولدي . الحمدلله ، ناس ماهي محصلة أكل ، وإحنا بنفطر ونتغدى ونتعشى ، وليالي الجمعة بيجينا رز ولحم من المبرات وقصور الأفراح . كل شئ بناكل منه ، مو ناقص علينا شئ .
قلت: واللبس ؟
قالت : كل سنة بيرسلوا لنا أهل الخير هدوم نظيفة . يمكن بعضها ناقص زر ولا سستة ، بس أهو طيب ومقبول ، واللي يحتاج تصليح بنصلحه . يعني اللي يشوفه ما يقول عليه قديم.
قلت: والسكن؟ كم غرفة؟
قالت: هي غرفة بس "بــــــراح" و "هـــــــاوية" ، ما تحتاج حتى مروحة . وفي الحر عندنا مراوح سعف ، ولاّ بـنـقعد في الفسحة مع الجارات صبح ومساء ، نعمة ولله الحمد.
قلت : وكم أنتم ؟
قالت: أنا وأمهم وثلاث بنات وأربعة أولاد ، الله يطرح البركة .
تركتها تعود إلى حديثها عن الخير والنعمة حتى وصلنا إلى بيتها . وعدت وأنا أستعرض شكوى أهلي من ضيق البيت بغرفه الأربع ، وقلة مصروف الأكل الذي يذهب كثير منه إلى مرامي البلدية ، وقدم الملابس التي لم يمر على بعضها شهور ، فخجلت .. وخجلت .. وبكيت .
مقال للدكتور : خالد باطرفي – جريدة المدينة
محمد حجة- عضو عزيز
- عدد الرسائل : 163
تاريخ التسجيل : 06/12/2006
رد: عيون مليانه ( قصة )
مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور ........................................................................ مشكور
مشكور مشكور مشكور..................................................................مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور..................................................مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور .مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور...........................................................................مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور ........................................................................ مشكور
مشكور مشكور مشكور..................................................................مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور..................................................مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور .مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور...........................................................................مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور
WILSON- عضو عزيز
- عدد الرسائل : 98
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 11/12/2006
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى